الإسلام وطريق طالب الشؤون الدولية نحو التوافق الاجتماعي

صناعة الإعلام: طريق طالب الإسلام والشؤون الدولية نحو التوافق الاجتماعي

08 ديسمبر 2019

علاقة غير تقليدية بين الدراسات الإسلامية وشركة إنتاج إعلامية تروّج للتسامح والمحبة

صناعة الإعلام: الإسلام وطريق طالب الشؤون الدولية نحو التوافق الاجتماعي

مرت ثلاث سنوات على قيام ناصر شريف، طالب ماجستير الآداب في الإسلام والشؤون الدولية، بتأسيس شركته المثيرة للجدل. وقد تأثرت "قمرة"، وهي شركة للترويج الإعلامي انبثقت من مخيلة ناصر الخصبة، دون أي شك بتربيته في دول الغرب. لكن اهتمامات ناصر الإعلامية لا تتعارض بالنسبة له إطلاقاً مع معتقداته ودراساته.

وفي هذا الصدد، يقول ناصر، الذي قاد ودعم مشروعات إعلامية متنوعة تركز على قضايا اجتماعية لإحداث تأثير إيجابي: "لقد وجدت نفسي في خضم نقاش فكري عميق مع الأصدقاء والأقرباء والجيران منذ نعومة أظفاري. لقد اهتممت بالشؤون العالمية لمعرفتي بأن آلام شخص ما يُمكن مشاركتها مع البشرية جمعاء. ومن هنا ميلي إلى مجموعات الأشخاص الذين يُشاركوني اهتماماتي لجهة تحسين العالم. وقد دعمت العديد من المنظمات المجتمعية، قبل أن استهل مسيرة مهنية في مجال صناعة الإعلام، مدفوعاً بحماسي للشؤون الدولية". 

تُعد "قمرة" مبادرة ناشئة، صُممت أصلاً لتلبية احتياجات صناعة التكنولوجيا والاستدامة والتجارة الإلكترونية من خلال نصوص تفاعلية متحركة وصور للترويج الإعلامي. لكنها تخدم كذلك هدفاً آخر، وهو الترويج للسلام الاجتماعي والازدهار والتفاهم.

من خلال قنواته المختلفة، يُبرز ناصر كذلك شخصيات يعتقد بأنها تروّج لخير المجتمع في المجالات التعليمية والابتكارية والسياسية. ويقول: "يوجد كم هائل من النوايا الطيبة لدى البشر والتي تحتاج لاكتشافها. والبحث عن الخير هو كذلك عنوان مشروع إعلامي جديد أود أن أنتجه في المستقبل القريب، وهو يركز على الأشخاص الذين يقودون المبادرات الإيجابية في مجتمعاتهم". 

ويُلاحظ ناصر بأنه، كمسلم عاش سابقاً في الولايات المتحدة، قد خبر عن كثب الأفكار المتجذرة والمعادية للإسلام. ويقول"إن ارتفاع منسوب العداء للإسلام في الولايات المتحدة والعالم هو أمر مثير للقلق بالنسبة للمسلمين، ولكافة الأشخاص المهتمين بحقوق الإنسان. يُمكن ويتوجب التصدي لمعاداة الإسلام، وعلى المسلمين أن يؤمنوا بأن لديهم دوراً في ذلك".

إضافة لذلك، يعتقد ناصر بأن انطباعات العالم عن الإسلام هي مبنية على أسس خاطئة، ومبالغ فيها، ومن المهم أيضاً التطرق إلى كيفية نظر الإسلام للعالم وجوانب الحياة المعاصرة.

ويقول ناصر، الذي تابع دراسات البكالوريوس في فنون الإعلام: "في الحقيقة، يهتم الإسلام بكافة الأمور التي كنا نعتقد سابقاً بأننا منعزلون عنها. تغطي مجالات الإسلام ونماذجه وامتداداته الشعر والاقتصاد وحتى الفن من خلال ظواهر فن العمارة، في الماضي والحاضر".

يُمكن للإعلام، الذي كان يُعتقد سابقاً بأنه ساهم في تكريس سوء فهم الإسلام والمجتمعات المسلمة، أن يلعب دوراً حيوياً وأساسياً في الترويج للسلام والتفاهم بين الدول. ويُضيف ناصر: "أعتقد بأننا سنكون قد اقتربنا من تحقيق ذلك عندما يُدرك أخواننا وأخواتنا في الإنسانية بأن الإسلام يوازن بشكل جيد ما بين القيم الروحية والمادية. وإذا ما تعرفوا على تاريخ الحضارة الإسلامية، فسوف يطلعون على مساهماتها الهائلة في العالم، مما سيُساعد على إيجاد الأرضية المشتركة التي تجمعنا ولا تفرقنا. ولا شك بأن هذه العوامل من شأنها تغيير الصورة المشوهة للمسلمين في الغرب".

صُممت شهادة الماجستير في الإسلام والشؤون الدولية لمساعدة الطلاب على اكتساب المعارف الحيوية حول العالم وكيفية عمله، فضلاً عن تشجيعهم على استخدام أصواتهم الخاصة بشكل فاعل والمساهمة في الحوار العالمي. وهي تحث على تحقيق فهم أفضل بالقضايا التي تمس حياة المسلمين اليوم، وكيفية التصدي لها بأسلوب بنّاء، دون التسبب بالنفور الشخصي أو نفور مجتمعاتهم.

واختتم ناصر بقوله: "ما زال الطريق طويلاً من أجل تحقيق هذا الفهم في الغرب، لكن خطوة صغيرة يخطوها مسلم واحد هي خطوة نيابة عن الآخرين".

اقرأ المزيد حول طلاب كلية الدراسات الإسلامية الذين يطبقون دراساتهم في المجال القانوني في قطر