خطابات صاحبة السمو الشيخة موزا تُمَّكِّن التغيير العالمي

المعالجة اللغوية: خطابات صاحبة السمو الشيخة موزا تُمَّكِّن التغيير العالمي

19 فبراير 2020

أجرت دينا صوالي، خريجة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تحليلًا لخطابات صاحبة السمو الشيخة موزا حول التعليم على مدار 10 سنوات.

المعالجة اللغوية: خطابات صاحبة السمو الشيخة موزا تُمَّكِّن التغيير العالمي

"أعتقد أن الحق في الحصول على التعليم عالي الجودة هو الطريق المثالي لتضييق الهوة بين الثقافات المختلفة وتعزيز التقارب بين مختلف الحضارات. وبدون هذا الحق، لن تكون لقيم الحرية، والعدالة، والمساواة أي معنى. ويشكل الجهل حتى الآن أكبر خطر وتهديد للبشرية."
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر

انطلاقًا من هذا التصريح، طورت دينا صوالي، خريجة برنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بحثها الأكاديمي على مدار عامين، حيث حللت بعزيمةٍ راسخةٍ خطابات صاحبة السمو الشيخة موزا التي تركز على التعليم على مدار 10 سنوات، وذكرت أن دوافعها للقيام بهذه الخطوة لم تقتصر على الاعتراف بالدور المهم الذي قامت به سموها لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع القطري.

وقالت دينا: "ينبع التركيز على الخطابات العامة التي ألقتها صاحبة السمو الشيخة من إسهاماتها الرائعة لجهود تمكين المرأة وتعزيز المساواة على الصعيدين الوطني والعالمي. فعلى مدار القرن الماضي، انهمكت الكثير من النساء في عالم السياسة، حيث ارتقين إلى آفاقٍ جديدةً، وساهمن في تغيير وجه العالم وإلهام النساء الأخريات بعدة طرق، ولكن صاحبة السمو الشيخة موزا أعادت تعريف صورة القائدة المعاصرة بشكلٍ متميزٍ. وأنا أشعر بالفخر عند مشاهدتي لمظاهر هذا التحول كل يومٍ."

وركز بحث التخرج الذي تقدمت به دينا على تحليل خطابات الشيخة موزا خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2018. وللقيام بذلك، وظفت أداتين مختلفتين لمعالجة النصوص، وهما DocuScope وAntConc، وذلك لقياس التحولات في أسلوب الخطابات، وسياقها، وموقفها خلال هذه الفترة الزمنية. وقسَّمت دينا المواقف إلى فئتين متناقضتين هما الرؤى بعيدة المدى والدقيقة، والوضوح مقابل الحماس، والكلمات الاحتفالية والواقعية، والمصطلحات الإيجابية والسلبية.

وأوضحت دينا: "ساهم توظيف تقنيتين مختلفتين لمعالجة النصوص في نقل بحثي لأبعد من حدود النموذج التقليدي لتحليل الخطاب، حيث تكشف أداة DocuScope التغييرات المهمة من الناحية الإحصائية والأنماط اللغوية الواردة في النصوص المختارة. واعتمادًا على هذه النتائج، تمَكَنتُ من التعرف على النقاط الدقيقة، والتوجهات والتحولات الرئيسية في خطابات سمو الشيخة موزا التي وظفتها لتطوير مشاريعها التعليمية. وإلى جانب الاستنتاجات الأولية، استخدمت أداة AntConc التحليلية لإعداد قائمة تحتوي على جميع الكلمات الواردة في نصوص الخطابات من أجل تحليل الاختيارات الفريدة للكلمات والتعرف على الجوانب المهمة في الخطابات العامة لصاحبة السمو الشيخة موزا." 

وكشفت استنتاجات دينا عن تحولات تحليلية حدثت بالتوازي مع التغيرات التي طرأت على خطابات صاحبة السمو الشيخة موزا. فعلى سبيل المثال، صنفت دينا بعض البيانات الأولى التي ألقتها صاحبة السمو خلال الفترة ما بين عامي 2009 و2011 على أنها بيانات احتفالية، بينما أشارت إلى أن البيانات اللاحقة الصادرة عن سمو الشيخة موزا بدت رسميةً بشكل أكبر، وعكست موقفًا واضحًا، وعززت القدرات البشرية مع التركيز على دولة قطر. وذكرت خريجة برنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية أن المتغيرات المرتبطة بخطابات صاحبة السمو خلال الفترة من 2017 إلى 2018 كانت تتمحور حول الشخصية، والوصف، والسرد، حيث تقول: "لقد صنفت هذه الفترة باعتبارها فترة "الواقعية" لأنها تشير إلى ارتفاع الموقف الواقعي لسموها الذي يرى بأن التعليم لا ينفصل عن التحديات التي تواجه المجتمع."

أجرت دينا صوالي، خريجة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تحليلًا لخطابات صاحبة السمو الشيخة موزا حول التعليم على مدار 10 سنوات.

وأشارت دينا في تحليلها إلى أن هذه الفترات شهدت تعزز الملامح الجادة في خطابات صاحبة السمو، حيث تقول: "اشتملت الخطابات التي ألقتها صاحبة السمو خلال الفترة ما بين عامي 2009 – 2011 على مصطلحات من قبيل "العلمية"، و"البحوث"، و"المعرفة" عند رسمها لصورة المدينة التعليمية من أجل تعزيز البحث العلمي، وجهود التنمية. وكانت جميع الخطابات تركز على ضرورة دمج المعرفة والبحث العلمي في الاستراتيجية الوطنية لدولة قطر مع تعزيز حقوق الإنسان. ولكن مع تحول خطابات سمو الشيخة موزا إلى الواقعية، يمكننا أيضًا أن نرى أن سموها طرحت بقوة مصطلحات من قبيل "الفقر"، و"الحرب"، واللاجئين."

وأوضحت دينا أن الشيء الأكثر أهمية هو ملاحظتها أن استخدام صاحبة السمو لكلمة "الأطفال" قد زاد بشكلٍ كبيرٍ لأن الأطفال كانوا من نقاط التركيز الرئيسية لسموها في خطاباتها الواقعية. واشتملت قائمة المصطلحات الأخرى التي برزت بقوة خلال نفس الفترة على "النساء" و"النوع الاجتماعي".

وأوضحت دينا: "خلال عام 2018، ذكرت صاحبة السمو أن التعليم لا يمكن التعامل معه باعتباره عنصرًا منعزلاً عن التحديات التي تواجه المجتمع، وهذه أيضًا من النقاط التي تناولتها سمو الشيخة موزا بواقعية كبيرة في خطاباتها العامة. فلم يعد ينظر إلى التعليم باعتباره جانبًا مشرقًا، حيث تعكس التحديات التي تعترض الجهود المبذولة لتعزيز التعليم المشاكل الخطيرة التي تواجه العالم في هذا الصدد. وتشتمل هذه التحديات على نطاق واسع من المشاكل العالمية مثل الفقر، والبطالة، والحرب، والإرهاب، وهي جميعًا عوامل تعترض التأثير الإيجابي للتعليم وتقوضه."

وذكرت دينا، خريجة برنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، أن دراستها في الكلية حققت لها نتائج تعليمية غير مسبوقة، حيث قالت: "قبل شروعي في العمل على بحث التخرج، عملنا على مشروع لتحليل خطابات هيلاري كلينتون باستخدام أداة DocuScope وتناولنا دورها في ثلاث مراحلة محورية من حياتها المهنية، وهي مرحلة السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، ومرحلة عضويتها في مجلس الشيوخ الأمريكي، وأخيرًا مرحلة شغلها لمنصب وزيرة الخارجية الأمريكية. وكانت النتائج التي حصلنا عليها مدهشة حيث تمكنَّا من رؤية التغييرات التي طرأت على خطاباتها من الجوانب اللغوية، والمنطقية، والإحصائية."

وأضافت: "لقد كانت لحظة شاهدت فيها حقًا قوة الخطاب والإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا المتطورة والمقاربات المنهجية لمساعدتنا على فهم المجتمع من حولنا من خلال اللغة."

اضغط هنا لقراءة المزيد حول تحليل طالبة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لشعر مؤسِّس دولة قطر، سمو الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني.