في عام 2004، تبنت قطر تطوير التعليم وإصلاحه من خلال طرح مبادرة "تعليم لمرحلة جديدة"، وهي المبادرة التي بشرت، على مدار أكثر من عقد من الزمان، بتغيير منهجي لنظام التعليم في البلاد، واتسم نطاق الإصلاح وفق المبادرة بالاتساع والتعقيد، وعكس التزامًا كبيرًا من جانب الحكومة بتحسين نظام التعليم.
وبعد مرور خمسة عشر عامًا، وبينما تجني قطر ثمار هذه الإصلاحات التي جرى تنفيذها من خلال مبادرة "تعليم لمرحلة جديدة" تعود إلى نظام الوزارة، ومن المهم أن ننظر إلى النجاحات والتحديات التي واجهتها مبادرة "تعليم لمرحلة جديدة"، لا سيما من وجهة نظر القيادات التربوية، لتقديم التوجيه لنا ونحن نتقدم إلى الأمام نحو عصر تعليمي قادم. ففي كثير من الأحيان، يتعامل صُناع السياسات التعليمية مع الإصلاح من وجهة نظر سياسية، غير مدركين للجانب الإنساني. فلابد لنظام التعليم أن يركز على الجانب الإنساني لدى الطلاب والمعلمين وعلى قيادات المدارس، باعتبارهم أصحاب المصلحة الرئيسيين في أي نظام تعليمي. وحتى نتمكن من تحقيق تحسن حقيقي وقيادة عمليات التغيير في المدارس بشكل ناجح، نحتاج إلى إعادة التركيز على ما يكمن وراء الغاية الأساسية من التعليم وهي التنمية البشرية والتنوير.
ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه عندما نركز على الجانب الإنساني من التغيير، فإننا نركز على مساعدة المعلمين على تطوير أداءٍ أفضل وبناء تصورات ومعارف ومهارات جديدة. وبينما قيل وكُتب الكثير في هذا الموضوع من وجهة نظر صناع السياسات، إلا أنه لم يُعطى سوى القليل من الاهتمام للمعلمين الذين عاشوا التجربة وطبقوا وعلَّموا من خلال عمليات الإصلاح. يهدف هذا النقاش إلى نقل وجهة نظرهم، والتأكيد على أن هذا الأمر يتعلق بهم، أي المعلمين أنفسهم.
تستعرض هذه المحاضرة ماضي المنظومة التعليمية في قطر وحاضرها باعتبارها دراسة حالة، وتتناول أهمية القيادات المدرسية في إطار جهود تحسين المدارس وعمليات التغيير. انضموا إلينا لدعم وكلاء التغيير في قطاع التعليم واستعراض حالة السياسات الإضافية التي توفر فرص التطور المهني لكل من قيادات المدارس والمعلمين في المدارس القطرية الحالية والمستقبلية، علمًا بأن هذا النقاش للمتخصصين وصناع السياسات على حدٍ سواء.
تسجيل دخول بنر