المؤتمر الدولي السادس للتمويل الإسلامي

التطوير نحو الاقتصاد الأخلاقي والمستدام:
حلول التمويل الإسلامي للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية في العصر الرقمي

لمحة عن المؤتمر:

تجلّت مساهمات العلماء على مر الأجيال في تطوير التمويل الإسلامي منذ تأسيسه. فقد كان لعلماء الجيل الأول دورًا حاسمًا في إرساء أُسس التمويل الإسلامي، وصياغة المفاهيم النظرية وتوفير المبادئ التوجيهية للمعاملات المالية الإسلامية، وذلك بفضل تركيزهم بشكل كبير على مبادئ، مثل العدالة الاجتماعية، والعدالة التوزيعية، والاستقرار الاقتصادي، وتعتبر مساهمتهم بمثابة حجر الزاوية للتقدم اللاحق.

ومع مرور الزمان، ظهرت أجيال جديدة اتخذت مناقب أسلافهم مصدر إلهام لهم في إثراء التمويل الإسلامي، فبنوا على عمل أسلافهم وارتكز دورهم على تطوير أدوات ومنتجات مالية مبتكرة تتوافق مع المبادئ الإسلامية، وكان لهذه الجهود دورٌ فعالٌ في إنشاء صناعة التمويل الإسلامي والبنية التحتية الداعمة لها، فمن خلال إنشاء أدوات مالية متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ضَمن علماء الأجيال اللاحقة أن التمويل الإسلامي يمكن أن يعمل بطريقة تتفق مع المبادئ التوجيهية الدينية.

وفي ضوء عدم الاستقرار المالي العالمي والتحديات الاجتماعية والاقتصادية المتجددة، أصبح من الضروري إعادة توجيه تركيز التمويل الإسلامي نحو معالجة القضايا المعاصرة،ويمكن تحقيق ذلك من خلال دمج التقنيات الناشئة بثوابت ومبادئ أخلاقية للتمويل الإسلامي، مما يُمَكن التمويل الإسلامي من إنشاء منتجات وخدمات مالية جديدة، توفر حلولًا ملموسة قادرة على معالجة هذه التحديات، فبفضل الالتزام الرصين بالمبادئ الأخلاقية والأخلاقية، يتمتع التمويل الإسلامي بالقدرة على تقديم نهج فريد ومستدام للتمويل، والمساهمة في بناء اقتصاد عالمي أكثر إنصافا وعدلا يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

أصبحت الحاجة إلى نظم مالية أخلاقية ومستدامة أكثر وضوحًا بالنظر إلى أوجه الشكوك وعدم اليقين، كإخفاقات البنوك وعدم استقرارها، والتي تلازم الأنظمة المالية العالمية في العصر الحالي، ومن هنا تتجلى القيمة المضافة للتمويل الإسلامي الذي يقدم منظورا مميزا للتمويل بإعطاء الأولوية للقيم الأخلاقية، بما في ذلك المسؤولية الاجتماعية والعدالة التوزيعية، دمج هذه القيم في ممارسات التمويل وتطبيقاته، يمكن للتمويل الإسلامي أن يساهم في بناء اقتصاد عالمي أكثر استقرارا وانصافا.

ولتعزيز التقدم في مجال التمويل الإسلامي ومعالجة هذه القضايا الملحة، يهدف المؤتمر الدولي السادس للتمويل الإسلامي (ICIF) إلى توفير منصة للعلماء والباحثين والممارسين، للمشاركة في الحوار حول آخر التطورات والتحديات في هذا المجال، ولذا فإن اختيار موضوع المؤتمر "النهوض بالاقتصاد الأخلاقي والمستدام: حلول التمويل الإسلامي للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية في العصر الرقمي"، يؤكد على أهمية دمج التقنيات الناشئة مع التمويل الإسلامي من أجل ابتكار حلولٍ مبتكرةٍ للمشاكل المعاصرة.

يتناول المؤتمر مجموعة واسعة من الموضوعات بما فيها دور التمويل الإسلامي في مواجهة التحديات البيئية، وتأثير التقنيات الناشئة في هذا التمويل الإسلامي، ولهذا ندعو الباحثين والأكاديميين والممارسين وصانعي السياسات الى تقديم أوراقهم البحثية الأصلية، التي تتوافق مع موضوع المؤتمر، الذي يسعىمن منطلق تعزيز بيئة تعاونية، إلى تقديم مساهمات مهمة للنهوض بالتمويل الإسلامي، وتقديم رؤى قيّمة حول آلية التصدي لبعض التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه الاقتصاد العالمي.
 

الكلمة الترحيبية لرئيس المؤتمر:

من دواعي سروري أن أرحّب بالحاضرين في المؤتمر الدولي للتمويل الإسلامي في نسخته السادسة، والذي أشرف على تنظيمه مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي، التابع لكلّية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة. ومن منبري هذا كرئيس المؤتمر، أرحّب مرة أخرى بجميع العلماء والباحثين والمختصّين، وكلّ من يجتهد لتطوير مجالات التمويل الإسلامي.
 
في هذا المؤتمر سنتطرّق إلى مبادرات «النهوض باقتصادٍ أخلاقيٍ ومستدامٍ: حلول التمويل الإسلامي من أجل مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية في العصر التكنولوجيا الرقمية»، وفي نفس السياق نسلّط الضوء على مفهوم استخدام التكنولوجيات الناشئة في ظلّ الحفاظ على قيمنا الأخلاقية، حيث سنستكشف معًا دور التمويل الإسلامي في مواجهة التحديات البيئية، وتسخير إمكانات التقدم الرقمي، والمساهمة في اقتصاد عالمي أكثر إنصافًا وعدالة.
 
أدعو جميع المهتمين بهذه المجالات الى المشاركة في المؤتمر، وذلك من خلال تقديم ورقات بحثية أصلية، أو دراسات ذات صلة بالمؤتمر، حيث إن هذه البيئة التعاونية ستتيح لكم الفرصة لإجراء مناقشات مثمرة، واستكشاف عروضٍ توضيحيّةٍ قيّمةٍ، وتبادل الرؤى والأفكار، والحرص على تعزيز التعاون بين المشاركين؛ والأهم من ذلك، أنه سيسمح لنا بتبادل الأفكار القيمة وتقديم إسهامات كبيرة للنهوض بالتمويل الإسلامي.
 
إنني أتطلع إلى إجراء مناقشات فكريّةٍ قيّمةٍ، وإقامة روابط دائمةٍ من خلال هذا المؤتمر، دعونا نستكشف معًا حدود التمويل الإسلامي، ونمهّد الطريقَ لمستقبلٍ أكثر ازدهارًا.
 
 تحيّاتي وتقديري،
 
الدكتور سيد ناظم علي
رئيس المؤتمر الدولي السادس للتمويل الإسلامي
مدير قسم البحوث، ومركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي
 كلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة
 

الراعي الرسمي للمؤتمر		الجهة المنظمة للمؤتمر