تحصين الأطفال والمراهقين خطوة داعمة لمواجهة جائحة كوفيد-19

تحصين الأطفال والمراهقين خطوة داعمة لمواجهة جائحة كوفيد-19 عالميًا

07 يوليو 2021

مع تكثيف قطر لجهودها في تطعيم الأطفال بين 12 و15 عامًا، يتناول خبراء من كلية العلوم الصحية والحيوية هذا الموضوع من جوانبه المختلفة

تحصين الأطفال والمراهقين خطوة داعمة لمواجهة جائحة كوفيد-19 عالميًا

بعد مضي أكثر من عام على تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، لا تزال أنظمة الرعاية الصحية تواجه المجهول، ولا تزال هناك أسئلة مفتوحة دون أجوبة حول فاعلية اللقاحات ومدى سلامتها على مستوى فئات عمرية محددة على الرغم من حاجة المجتمع العالمي الماسة لمواجهة الفيروس. وتعتبر لقاحات فيروس كوفيد-19 آمنة وفعالة للغاية، حيث توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بقوة بتطعيم الأطفال والبالغين في أسرع وقت ممكن للحد من تداعيات الجائحة خاصة مع ظهور سلالات مختلفة من الفيروس.  

دلائل اللقاح

بينما تشير الدلائل بوضوح على أن المرض أقل حدة لدى الأطفال منه لدى البالغين، إلا أن هناك حالات يعاني فيها بعض الأطفال من مضاعفات شديدة قد تؤدي إلى الوفاة، أو أعراض طويلة الأمد قد تحرمهم من عيش حياتهم كما ينبغي، حيث يمكن للأطفال الذين أصيبوا بالفيروس أن يصابوا بما يسمى بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة، وهي حالة صحية خطيرة تؤثر على الأنسجة الباطنية، وأعضاء مختلفة مثل القلب والرئة والكلى والجهاز الهضمي والدماغ والجلد والعينين والشعيرات الدموية، ويمكنها أن تؤدي إلى تلف وظيفي بالعضو المصاب بشكل دائم، مما قد يؤدي إلى الوفاة في حال غياب التشخيص والعلاج المبكرين. 

وما تزال طرق انتقال الفيروس بين الأطفال غير معلومة، لغياب اختبارات واسعة النطاق على هذه الفئة من السكان في العالم. وقد شُخصت نسبة إصابة أعلى لدى الأطفال من ذوي الأصول اللاتينية والأفريقية في الولايات المتحدة بالمتلازمة السابقة، مما يشير إلى أن علم الوراثة والتباين في الحصول على المعلومات والرعاية الصحية يمكن أن يشكلان أيضًا عوامل إضافية خطيرة.

إصابات بلا أعراض

هنالك حاجة لتطعيم الأطفال لقابليتهم لنقل الفيروس من دون ظهور أية أعراض صحية واضحة، الأمر الذي قد تعلله عدة عوامل تفسر انخفاض معدل تعرّض الأطفال لأعراض حادة نتيجة الإصابة بالفيروس، منها التباين في المناعة ومدى التعرض للكائنات الميكروبية الدقيقة، والالتهابات المعتادة الشبيهة بالفيروس، ومستويات أعلى من الميلاتونين، والآثار الوقائية المحتملة من لقاحات أخرى أخذوها في السابق. وعليه يعتبر لقاح كوفد–19 خطوة مهمة نحو الحد من انتقال الفيروس عبر الأطفال إلى باقي أفراد العائلة والدائرة المقربة ومن هم عرضة للإصابة أكثر من غيرهم. وهذا يجعل التطعيم خطوة أساسية للحد من انتشار الفيروس وحماية المجتمع ككل، ومنع الفيروس من التحور إلى سلالات يمكن أن تقاوم اللقاحات الحالية والمستقبلية.  

تحصين الأطفال والمراهقين خطوة داعمة لمواجهة جائحة كوفيد-19 عالميًافي هذا الصدد، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على تلقي الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا لقاح فايزر- بيونتيك. يستخدم هذا اللقاح، مثل لقاح مودِرنا، أحدث التقنيات القائمة على الحمض النووي الريبي. وفي حين أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها تقنية التطعيم هذه على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، إلا أنها أثبتت أنها آمنة وفعالة بشكل ملحوظ. وتتطلب لقاحات فايزر- بيونتيك ومودرنا جرعتين على الأقل، وبوجه عام، يعتبر الإنسان المطعم باللقاح لديه تحصينًا كاملاً وحماية من الفيروس بعد أسبوعين من حقنه بالجرعة الثانية.  

التجارب السريرية

لم يتم تخصيص لقاح للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر حتى الآن، لأن التجارب السريرية لا تزال جارية، ولن تُعرف النتائج حتى الربع الأخير من هذا العام، حيث توجد حاجة ماسة لمثل هذه التجارب، لأن الأطفال دون الثانية عشرة سنة لا يستجيبون للتحصين كما هو الحال لدى البالغين والمراهقين. ومن المتوقع أن تكشف التجارب السريرية عن معدل جيد من فاعلية اللقاح الذي سيوفر استجابة مناعية قوية لدى الأطفال. إن هذه المعطيات ضرورية قبل النظر في تحصين الأطفال باللقاح، حيث لم توافق الشركات المصنعة الأخرى على لقاحات الأطفال حتى الآن إلى أن يتم الانتهاء من تجارب السلامة، وبالتالي من المبكر التوصية بما إذا كان لقاح أحد الشركات المُصنِّعة سيكون أكثر فاعلية من الآخر.

من جانبه، يوصي المجتمع الطبي والعلمي بأن يتلقى الأطفال اللقاح للحد من الجائحة ومنع ظهور سلالات الفيروس التي تتطور بشكل طبيعي ومتنوع، وسوف تعزز هذه الخطوة الجهود العالمية المبذولة للقضاء على الجائحة وضمان العودة للحياة الطبيعية المعتادة.

كتبه:
الدكتور فاضل تيسير والدكتور ديندال راموتار، الأساتذة في كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة.