كيف نعالج تقنيات انعدام الأمن التعليمي من خلال الحوسبة؟
Hamad Bin Khalifa University

الإنسان كيف نعالج تقنيات انعدام الأمن التعليمي من خلال الحوسبة؟

بتاريخ 28 مايو، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 9 سبتمبر يومًا دوليًا لحماية التعليم من الهجمات. وستُمثل هذه المناسبة، التي اعتُمدت بمبادرة من دولة قطر وبدعم من 60 دولة، دعوةً سنوية للتعاون الدولي لحماية التعليم في مناطق النزاع المسلح. وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مؤسِّس مؤسَّسة التعليم فوق الجميع من بين المؤيدين الرئيسيين لهذا القرار.

ومع ذلك، تمتد الجهود التي تبذلها دولة قطر ومؤسسة التعليم فوق الجميع لتأمين الوصول إلى فرص التعليم المغيرة للحياة إلى ما هو أبعد من قاعات المناقشات وتتجاوزها إلى تبني ترتيبات عملية. وتشمل المبادرات الأخرى مبادرة "وضع خريطة لانعدام الأمن التعليمي"، وهي منصة إلكترونية تسلط الضوء على الهجمات على المرافق التعليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى منشورات تويتر التي تسلط الضوء على حالات انعدام الأمن التعليمي. ومن بين القوى المحركة لهذه المبادرة الرائدة معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة.

الجمع بين الذكاء البشري والآلي

تعتمد مبادرة "وضع خريطة لانعدام الأمن التعليمي" على البيانات المقدمة من مشروعي بيانات أحداث ومواقع النزاع المسلح، ومنصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية. ويقوم مشروع منصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية، الذي طوره معهد قطر لبحوث الحوسبة بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وفرقة العمل الاحتياطية، بتصفية وتصنيف رسائل وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بحالات الطوارئ والكوارث والأزمات الإنسانية لمساعدة عمليات الإغاثة. وعند قيامها بذلك، تستخدم المنصة تقنيات الذكاء البشري والآلي لوضع علامات على آلاف الرسائل في الدقيقة تلقائيًا وتحديد البلاغات ذات الصلة المفيدة للاستجابة للكوارث وإدارتها في الوقت الفعلي.

ومنذ ظهورها على شبكة الإنترنت، تتزايد قوة منصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية باستمرار بعد فوزها بتحدي نظام برمجيات المصدر المفتوح لعام 2015 وتسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام الدولية. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بتتبع وتحليل انعدام الأمن في التعليم، رأى المطورون مجالًا لمشروع مستقل. ولكن القوة الرئيسية لنظام منصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية تمثلت في معالجة بيانات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالكوارث الطبيعية. ولكي ترى مبادرة وضع خريطة لانعدام الأمن التعليمي النور، سيحتاج معهد قطر لبحوث الحوسبة وشركاؤه إلى تدريب نماذج قوية جديدة من البداية.

من جانبه، أشرف معهد قطر لبحوث الحوسبة على استخراج البيانات في الوقت الفعلي من وسائل التواصل الاجتماعي متعددة اللغات التي تسلط الضوء على الهجمات ضد الكيانات التعليمية وغيرها من حالات انعدام الأمن. وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وضع أعضاء فريق حوسبة الأزمات في معهد قطر لبحوث الحوسبة استراتيجية لجمع البيانات من وسائل التواصل الاجتماعي بناءً على الكلمات الرئيسية الخاصة بالنطاق. وبعد ذلك، استُخدمت منصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية لتدريب وتعريف مصنفي التعلم الآلي باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

وبعد عدة أشهر من البحث والتطوير، نُشرت مبادرة "وضع خريطة لانعدام الأمن التعليمي" على شبكة الإنترنت في مايو 2019. وبالإضافة إلى مشروع منصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية، تشتمل قائمة الشركاء في المشروع على مؤسسة التعليم فوق الجميع، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومركز البيانات الإنسانية. وقد أشرفت جميع هذه الجهات على إنشاء منصة عالجت بالفعل ملايين التغريدات المتعلقة بانعدام الأمن التعليمي. وتتم مشاركة البيانات المقدمة من منصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية مع المنظمات الإنسانية ومنظمات الاستجابة للأزمات من خلال منصة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لتبادل البيانات الإنسانية، وتم تنزيلها أكثر من 100 مرة من قبل كيانات مختلفة على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. وتُصوِر المبادرة البيانات من خلال لوحة بيانات إلكترونية توفر تحديثات مستمرة للمجتمع.

وتُعدُ السرية سمة أساسية من سمات وضع خرائط انعدام الأمن التعليمي، حيث تتم مشاركة جميع البيانات عبر قنوات خاصة آمنة وتحميلها بعد إزالة معلومات التعريف الشخصية. ويتم توفير طبقة أخرى من السرية من خلال عمليات الترشيح. وتتمتع مبادرة "وضع خريطة لانعدام الأمن التعليمي" بقدرة مدمجة على تحديد البيانات غير ذات الصلة وتجاهلها. وبذلك، تصل 8٪ فقط من البيانات العربية و15٪ من الفرنسية و34٪ من البيانات الإنجليزية إلى الممارسين والجهات المعنية الأخرى. وعادةً ما تمثل هذه النسب البيانات الأكثر دقة ومصداقية وموثوقية من البيانات التي تلتقطها المنصة.

التطلع إلى المستقبل

تشير قدرة منصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية على التعامل مع حالات استخدام معالجة البيانات الآلية الجديدة إلى وجود مستقبل مشرق لمنصة "وضع خريطة لانعدام الأمن التعليمي". وتتميز هذه المنصة بقدرتها على استيعاب نماذج جديدة بلغات مختلفة، مما يعني أن نطاق انتشار المشروع يمكن أن يتجاوز يومًا ما منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال الدكتور فريدا أوفلي، عالم أول بمجموعة الحوسبة الاجتماعية في معهد قطر لبحوث الحوسبة: "يمكن للمنصة أيضًا معالجة الصور باستخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية الحديثة. وفي المستقبل، يمكن استخدام المنصة لجمع الصور التي تظهر الأضرار التي تلحق بالمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى من على وسائل التواصل الاجتماعي."

ويساهم تعدد استخدامات مبادرة "وضع خريطة لانعدام الأمن التعليمي" أيضًا في التأثير على كيفية استهلاك المجتمعات للمعلومات والتفاعل مع وسائل الإعلام. وتظهر الأبحاث أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي عادةً ما تنشر معلومات عن حالات الطوارئ بشكل أسرع من محطات التلفزيون والقنوات الإذاعية. وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن منصات تويتر والفيس بوك وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي باتت تُعد مصادر لا تُقدر بثمن لبلاغات شهود العيان عن حالات الطوارئ، غالبًا من وجهات نظر مختلفة. وبناءً على ذلك، فإن منصة الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية قادرة على تطوير حلول قابلة للتطوير لمواكبة الطبيعة سريعة التطور لجمع المعلومات ومعالجتها واستهلاكها. وتوفر هذه القدرات بشريات جيدة للجهود الإقليمية الرامية لوضع خريطة لجميع أشكال انعدام الأمن في التعليم ومعالجتها في نهاية المطاف.

كُتب هذا الموضوع بالتعاون مع الدكتور محمد عمران، عالم أبحاث في معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، حيث يقود فريق حوسبة الأزمات التابع لمجموعة الحوسبة الاجتماعية من جوانب العلوم والهندسة.

 

أخبار متعلقة

معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة يدرس تأثير الصيام على مرضى السكري

أجرى علماء من معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة تجربة استقصائية حول تأثير الصيام خلال شهر رمضان على مرضى السكري.

جامعة حمد بن خليفة تعقد ندوة إلكترونية تناولت الاستجابات الحالية والمستقبلية لفيروس كوفيد-19

نظمت جامعة حمد بن خليفة ندوة إلكترونية سلطت الضوء على الجهود المتواصلة لمكافحة فيروس كوفيد-19، وذلك بالشراكة مع الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب، وبرنامج الرواد العرب الأمريكيين.