بحث بقيادة علماء من جامعة حمد بن خليفة يُقدّم طريقة جديدة

بحث بقيادة علماء من جامعة حمد بن خليفة يُقدّم طريقة جديدة لتحديد درجات عدوانية أورام الدماغ

15 فبراير 2016

بحث بقيادة علماء من جامعة حمد بن خليفة يُقدّم طريقة جديدة لتحديد درجات عدوانية أورام الدماغ

نشرت مجلة Cell، إحدى المجلات العلمية الرائدة في الولايات المتحدة والمصنّفة في ضمن أبرز عشرين مجلة علمية على مستوى العالم، بحثًا رائدًا بقيادة علماء من جامعة حمد بن خليفة هدفه تحديد درجات عدوانية أورام الدماغ.

وكان ميشيل تشيكاريللي، وهو أحد كبار العلماء في معهد قطر لبحوث الحوسبة (QCRI) ، والمتخصص في مجال المعلوماتية الحيوية وعلم الأحياء الحسابي، والمؤلّف الرئيس لورقة علمية نُشِرت حديثًا من قبل فريق عمل دولي من العلماء، حيث تُقدّم الورقة تحليلاً شاملاً للخصائص الجزيئية للأورام الدبقية، النوع الأكثر شيوعًا لورم الدماغ الخبيث، وتطرح أساليبًا لتوجيه الجلسات العلاجية وعلاج المرضى بشكل أكثر دقة. 

وتوضّح المجلّة أسباب استسلام بعض المرضى ممّن يتم تشخيص أورامهم أنّها بطيئة النمو (من الدرجة المنخفضة) بسرعة لهذا المرض في بعض الأحيان، وأسباب بقاء بعضهم الآخر الذين يعانون من الأورام الأكثر عدوانية (من الدرجة العليا) على قيد الحياة لسنوات عدة. ونتيجة لهذا البحث، تمَّ اقتراح طريقة جديدة لتصنيف الأورام، والتي يُمكن أن تُؤثر بشكل كبير على التعامل مع المرضى وربما تؤدي إلى تطوير أدوية جديدة لعلاج الأورام بناءً على تحديد عدّة تغيرات جينية لم تكن معروفة سابقًا، والتي قد تُسهم في تطوير البحث الأولي للورم.

وفي هذا الوقت، يُحدّد الأطباء سرعة انتشار الورم سواء كان من من الدرجة المنخفضة أو من الدرجة العالية بناء على التحليل المجهري لأنسجة مأخوذة من الورم. ومن خلال تصفية كميات كبيرة من البيانات الطبية، اكتشف البحث الجديد أنّه على الرغم من أنَّ هذا النّهج يُعدّ جيدًا بشكل عام في التمييز بين الأورام ذات الدرجات العدوانية المرتفعة بشكل بالغ الوضوح، وتلك التي ما زالت بطيئة النموّ نسبيًا، إلّا أنّه يفشل في نسبة كبيرة من الحالات، ممّا يُؤدي إلى علاجات غير مناسبة.

وقد عمل تشيكاريللي على إعداد الدراسة بشكل وثيق مع فريق كبير من العلماء ينتمون لعدد من المؤسسات الكبرى في جميع أنحاء العالم، من هذه المؤسسات مركز جامعة كولومبيا الطبي في نيويورك، ومركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان التابع لجامعة تكساس، وجامعة ساو باولو في البرازيل. ومن خلال الاستفادة من شبكة البحوث العالمية، كان تشيكاريللي قادرًا على تحليل معلومات جينومية كاملة لـِ(1122) مريضًا يعانون من أورام بنوعيها من الدرجة المنخفضة والعالية من "الأطلس الجيني للسرطان".

وتعليقًا على البحث، أوضح تشيكاريللي قائلا: "يُعدّ هذا المشروع مثالاً على الاستفادة من البيانات الكبيرة. فقد بدأ المشروع الضخم ’الأطلس الجيني للسرطان‘ منذ عشر سنوات وتضمّن جمعَ كميّةٍ كبيرةٍ من المعلومات الطبية لآلاف المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من الأورام. وفي سبيل تحقيق هذا الاكتشاف، عملنا مع شبكة واسعة من العلماء الذين يزيد عددهم على (300) عالم من مختلف أنحاء العالم".

واستفدنا من خبرتنا في معهد قطر لبحوث الحوسبة لتحليل ملايين الأجزاء من المعلومات الطبية التي شكلت "تسونامي بيانات" من أجل تحديد الخصائص المشتركة لمجموعات مختلفة من الأورام الدبقية. والجدير بالذكر أنَّها مثّلت أكبر مجموعة معلومات طبيّة متاحة عن الورم في جميع أنحاء العالم، ونتيجة لتحليلنا اكتشفنا مجموعتين فرعيتين غير مألوفتين من الأورام تصيب المرضى، ولم تكن معروفة من قبل".

وإضافة إلى أنّ ميشيل تشيكاريللي المؤلف الأساسي للورقة البحثية، فقد تضمّن المشروع أيضًا مساهمة سمرين أنجوم، الذي عمل كمتدرب في معهد قطر لبحوث الحوسبة في وقت الدراسة ومنذ ذلك الحين أصبح عضوًا متفرغًا في ضمن فريق البحث.

وعلّق الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة: "هذا إنجاز يدعونا للفخر في معهد الأبحاث وجامعة حمد بن خليفة، فهو يشرح طريقة عمل بحوث الحوسبة التي أجراها أعضاء فريق العمل لدينا، والتي قد تترك تأثيرًا هامًاعلى المجتمع. وتُعدّ Cell مجلة رفيعة المستوى، كما تُعدّ مشاركة ميشيل وسمرين كمؤلفين أساسيين ومساهمين بارزين في ورقة بحثية منشورة بمثابة مصادقة متميّزة على ما يتّصفون به من مواهب ومهارات".