العلاج البيولوجي: استخدام الجسيمات النانوية للنهوض بأبحاث السرطان | جامعة حمد بن خليفة

العلاج البيولوجي: استخدام الجسيمات النانوية للنهوض بأبحاث السرطان

01 يوليو 2019

تتناول سارة التميمي، خريجة كلية العلوم الصحية والحيوية، الحلول المستحدثة لتعزيز البحوث الحيوية في مكافحة سرطان الثدي

العلاج البيولوجي: استخدام الجسيمات النانوية للنهوض بأبحاث السرطان

بسهولة تامة، ترتدي سارة التميمي معطفها وقفازها الأزرق في المختبر، وتولي اهتمامًا خاصًا لتجنب تمزيق هذا القفاز عندما تهم بارتدائه.

وقد كرست سارة، التي تخرجت في برنامج ماجستير العلوم في العلوم البيولوجية والطبية الحيوية بكلية العلوم الصحية والحيوية خلال شهر مايو الماضي، وقتها وجهدها للأبحاث المتخصصة في سرطان الثدي على مدار العامين الماضيين. ومثل المجموعة المتميزة من الناس حول العالم الذين اختاروا العمل في مجال البحوث بشكلٍ دائمٍ أو مؤقتٍ، تسعى سارة للوصول إلى إجابات محتملة عن بعض الأسئلة المهمة. 

وقالت سارة: "أجريت عملي البحثي في المختبر باستخدام جسيمات نانوية معدنية، وهي الفضة والنحاس، لحث النشاط المقاوم للسرطان بين خلايا الثدي السرطانية. وهناك فجوة معرفية نسبية في هذا المجال، وقد بدأنا الآن فقط في معالجتها."  

ويرتبط بحث سارة بجانبين مهميَّن من الجوانب المميزة للبحوث، وهما الحداثة والعلاج محدد الأهداف. وترى الباحثة أن بحثها يظهر حتى الآن الكثير من البُشْرَيات.

وصرَّحت سارة قائلةً: "تتميز دراساتي بأنها محددة الأهداف للغاية، وتهدف بشكلٍ أساسي إلى استكشاف حلول مبتكرة مع الحد من الآثار الجانبية الخطيرة التي عادة ما ترتبط بالطرق التقليدية لعلاج السرطان. وقد توصلت مبدئيًا إلى وجود مستويات مرتفعة من السموم المقاومة لخلايا سرطان الثدي، يتبعها سُمِية أقل في خلايا الثدي الطبيعية." 

وتشير بيانات سجل قطر الوطني للسرطان إلى أن معدل خطر إصابة النساء بسرطان الثدي بين سكان دولة قطر هو 56 امرأة من بين كل 100,000 حالة. وعلى الرغم من وجود فرصة للشفاء من المرض تتجاوز نسبتها 80%، بحسب إحصائيات وزارة الصحة العامة، فإن الطريق إلى المستقبل مليء بالتحديات. 

وبهذا الخصوص، تقول سارة: "صُنِّف سرطان الثدي منذ فترة طويلة باعتباره واحدًا من أخطر التحديات الصحية في عصرنا الحالي. ويمكن أن تظهر هذه التحديات بوضوح في التشخيص السيء لأنواع معينة من سرطان الثدي، مع عدم توافر العلاج الناجع للسرطان المتقدم والمنتشر في جسم المريض."

وأضافت: "يتحول التوجه في هذا المجال نحو إتباع طرقٍ علاجية أكثر انتقائية لها آثار جانبية أقل. وتهدف البحوث التي تُجرى في مجال علاج سرطان الثدي إلى مساعدة المرضى ليس فقط في تلقي العلاج، ولكن لتخفيف الآثار الجانبية كذلك، وزيادة معدلات النجاة من المرض، والحد من خطر الانتكاس. ويشهد هذا المجال حالة من النمو والتطور المستمرَين للوصول إلى هذا الهدف الطموح." 

ويتطور العلاج المستهدف، الذي يُعرَف أحيانًا بالعلاج المستهدف جزيئيًا، بشكلٍ سريع باعتباره الطريقة المُتَبَعة للعلاج الطبي للسرطان. وتعمل هذه الطريقة على منع نمو الخلايا السرطانية والتدخل مع جزيئات محددة بشكلٍ خاصٍ تعزز الأورام وتغذيها. وتشتمل الأشكال الأخرى للعلاج على العلاج الهرموني والعلاج الكيميائي السام للخلايا، وهي طريقة علاجية عامة لا يوجد بها أي اعتبارات انتقائية.   

ونظرًا لأن السباق، الذي يركز على إيجاد حلول للمرض، بات يحاصر البشرية، تأمل سارة في المساهمة، ولو بنذرٍ قليلٍ، لكي تضع بلدها على خريطة الأبحاث العالمية. 

وتابعت سارة قولها: "إلى جانب العوامل الاقتصادية والمالية، ستساهم الجهود المبذولة لبناء القدرات بدولة قطر في تسهيل سبل وصول الباحثين إلى البحوث في جميع أنحاء العالم. وأعتقد أن هناك الكثير من الإمكانيات الموجودة لدى جيلي؛ وبالعمل الصادق والتصميم، يمكننا أن نطمح لأن نكون قادةً في مجال أبحاث السرطان وتطوير علاج للمرض."

وخلال شهر مايو الماضي، طرحت كلية العلوم الصحية والحيوية، إحدى أسرع الهيئات التعليمية الناشئة في جامعة حمد بن خليفة، برنامجًا مبتكرًا للماجستير في علوم اللياقة البدنية والصحة. ويهدف البرنامج إلى تعزيز الخدمات الصحية الشخصية، ويتماشى مع التوجهات الوطنية والعالمية. ولا يزال باب استقبال طلبات التقديم للالتحاق بالبرنامج مفتوحًا للمقيمين بدولة قطر حتى 15 يوليو المقبل.

وتنضم سارة التميمي إلى شبكة متنامية من خريجي جامعة حمد بن خليفة الذين يصنعون الغد. للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: chls.hbku.edu.qa