حوار مع الدكتور إدوارد ستونكل | جامعة حمد بن خليفة

حوار مع الدكتور إدوارد ستونكل

18 أغسطس 2021

العميد المؤسس لكلية العلوم الصحية والحيوية، جامعة حمد بن خليفة

حوار مع الدكتور إدوارد ستونكل

ما مدى أهمية عودة الطلاب أخيرًا إلى الفصل الدراسي، وكيف تكيفت الكلية أثناء الجائحة؟

هناك حماس كبير بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب للعودة إلى التدريس المباشر داخل مبنى جامعة حمد بن خليفة. إذ غالبًا ما تحفز التفاعلات المجتمعية والشخصية، التي تحدث في الفصل الدراسي، التفكير النقدي وتثمن تنوّع وجهات النظر، وتلهم الجهود المبتكرة والتعاونية. فالتعليم لا يقتصر على نقل المعلومات فحسب، بل يحقق أيضًا الاستفادة من الحضور في بيئة تعليمية تفاعلية ومشتركة. وقد أضافت تجربة جائحة كوفيد-19 من خلال التعلم الإفتراضي، قيمة لمجموعة الأساليب التعليمية الفعالة. والكلية متحمسة للاحتفاظ بجوانب التعليم عبر الإنترنت في بيئة التعلّم الخاصة بها. خاصة وأن جامعة حمد بن خليفة كانت متميزة في قدرتها على الانتقال بكفاءة ونجاح إلى التعليم عبر الإنترنت أثناء الجائحة.

تمثل التحدي الأكبر الذي واجهته كلية العلوم الصحية والحيوية بسبب جائحة كوفيد-19 في طبيعة الأبحاث في مجال العلوم الطبية الحيوية، والتي لا يمكن إجراؤها سوى داخل مختبرات الأبحاث. إذ تتطلب الأبحاث المخبرية حضور مجموعة من أعضاء هيئة التدريس وزملاء ما بعد الدكتوراه والطلاب، ليكونوا نشطين في تلك البيئة. وقد تكيفت كلية العلوم الصحية والحيوية مع هذا الوضع، بفضل مساعدة فريق إدارة الأزمات في جامعة حمد بن خليفة، الذي ساعد في تطوير "فرق الفقاعات"، والجدولة المرنة، والتنفيذ التدريجي لعودة الموظفين، والفحوصات المتكررة للتأكد من التزام الحاضرين بإجراءات مكافحة كوفيد-19، ومعايير سلامة المختبرات. بينما تم تقليص النشاط البحثي، استمرت كلية العلوم الصحية والحيوية في العمل وفقًا لمبدأ تقديم التدريب البحثي أثناء الجائحة، بما يتماشى مع أفضل الممارسات للحفاظ على صحة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. على هذا النحو، كانت أنشطة البحوث قادرة إلى حد كبير على الاستمرار في ظل التوجيه والالتزام باللوائح التي فرضتها اللجنة العليا لإدارة الأزمات ومؤسسة قطر.

ما هي البرامج الرئيسية المقدمة في الكلية وهل هناك برامج فريدة أو حصرية خاصة بالمنطقة؟

تقدم كلية العلوم الصحية والحيوية خمسة برامج للحصول على درجات علمية، بما في ذلك ماجستير ودكتوراه في العلوم البيولوجية والعلوم الطبية الحيوية، وماجستير ودكتوراه في علم الجينوم والطب الدقيق، وماجستير في في علوم اللياقة البدنية والصحة، وهذا الأخير هو برنامج مشترك مع جامعة ساوث كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية. كلية العلوم الصحية والحيوية هي المؤسسة الوحيدة في قطر التي تقدم برامج للحصول على درجات علمية في علم الجينوم والطب الدقيق. فالرعاية الصحية تتقدم بسرعة نحو الدقة، أو الطب ذو الطابع الشخصي للغاية في تشخيص وعلاج المرضى، حيث يوفر هذا النهج فهماً أعمق للفيزيولوجيا المرضية وعلاج المرضى بشكلٍ فردي. ويتمثل تطوير كادر من علماء الأبحاث المدربين تدريباً جيداً من ذوي الخبرة في الطب الدقيق أحد أسس بناء الطب الدقيق. ويعد برنامج الدرجة المشتركة المتقدم من كلية العلوم الصحية والحيوية جديدًا في المنطقة وينصب تركيزه على دراسة وتطوير الاستراتيجيات التي يمكن للفرد من خلالها تحقيق اللياقة البدنية لمعالجة الصحة الوقائية. 

ما هو الدور الذي تلعبه الكلية في معالجة التحديات الوطنية في دولة قطر، وكيف تساهم في تطور الطب الدقيق، خاصة منذ انتشار الجائحة؟

تأثرت حياة الملايين بشكل إيجابي من خلال الدور الحيوي الذي قام به علماء الأبحاث في تعزيز المعرفة حول فيروس كوفيد-19، وتطوير اللقاحات المضادة للفيروسات واختبارها، وتطوير اختبارات المستضدات السريعة، وتسلسل العينات لتحديد متغيرات كوفيد-19 وتتبعها. بالإضافة إلى الوباء، تواجه قطر العديد من التحديات الصحية العالمية مثل مرض السكري، والسرطان، وأمراض القلب، والأوعية الدموية. أفضل دفاع ضد هذه الأمراض هو تطوير هجوم جيد، والذي يتم تحديده من خلال تكوين علماء البحوث الطبية الحيوية للبدء في تحديد دراسات الأحياء "omics"، ونمط الحياة، والبيئة التي قد تكمن وراء ظهور هذه الأمراض أو تطورها. علماء الأبحاث المدربون في مجال الطب الدقيق هم رواد في مكافحة الأوبئة الصحية الحالية والمستقبلية، وتعتبر كلية العلوم الصحية والحيوية، من خلال برامجها الأكاديمية الخاصة بالدراسات العليا، رائدة إقليمية في تدريب هؤلاء العلماء الباحثين.