- أعلن مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، التابع لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، مؤخرًا عن فوز السيد عبد الباسط بابا عيسى في المسابقة البحثية الدولية للمركز حول السيرة النبوية الشريفة. وألقت المسابقة التي حملت عنوان "هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في العلاقات بين الأمم"، الضوء على حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وتعاليمه في بناء العلاقات مع المجتمعات ذات الثقافات والأديان المختلفة والذي يعتبرها المسلمون امتدادًا لهدي القرآن الكريم، كوسيلة لكسب فهم أعمق للدين والثقافة الإسلامية وعلى ذلك فالمسابقة تشكل فرصة مهمة للباحثين المسلمين من جميع أنحاء العالم؛ لتقديم دراسات بحثية حول حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

وجاءت المسابقة بهدف تشجيع الشباب على فهم وتفسير الإسلام على أنه دين تسامح وسلام. وركزت طلبات المشاركة المقدمة من متسابقين محليين ودوليين على مجموعة متنوعة من المواضيع المرتبطة بالأخلاق؛ لتعزيز الوئام والتعايش بين الثقافات المختلفة، في سياق الإسلام والشريعة الإسلامية. وقد تم منح المشاركين ستة أشهر لتقديم أبحاثهم، ثم قامت لجنة تحكيم مؤلفة من علماء وأكاديميين وباحثين رواد في مجال الدراسات الإسلامية والأديان المقارنة بتقييم الأبحاث المقدمة.

وفي تعليق لها على دور هذه المسابقة في تصحيح للمفاهيم الخاطئة ولمكافحة الإسلاموفوبيا، قالت الدكتورة عائشة يوسف المناعي، مدير مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة: "تمثّل السيرة النبوية العطرة مصدرًا لإلهام الشباب المسلم يستمدون من توجيهات وأخلاق نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم حماسهم وصحوتهم الإسلامية ومن هنا تحظى دراسة السيرة النبوية وتحليلها بأهمية كبيرة، ولذلك تعد دافعاً رئيساً لاستضافة مسابقات كهذه في جامعة حمد بن خليفة ".

وحصل الفائز في مسابقة "السيرة"، السيد عبد الباسط بابا عيسى، وهو طالب جامعي من غانا يدرس في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنبول، على مبلغ 5000 دولار أمريكي تقديرًا لمجهوده العلمي المميز. وتناول البحث الذي تقدم به القوانين والتعاليم والعقائد الإسلامية المحددة في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي جمعت من أقوال وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم، وكيفية تطبيقه لتعاليم الدين في حياته اليومية.

وفي سياق حديثه عن فوزه في المسابقة، قال السيد عبد الباسط بابا عيسى: "إنه ليشرفني جداً الفوز بمسابقة ’السيرة‘ في جامعة حمد بن خليفة. وقد كان هدفي الرئيس من تقديم أبحاثي هو تبديد الخرافات والمغالطات الشائعة حول ما يُنظر إليه في كثير من الأحيان على أنه من قوانين الشريعة. ويهدف بحثي إلى إعطاء العالم صورة غير موجزة حول الإسلام، مستوحاة من هدي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعاليمه التي جاء بها للبشرية جمعاء".

وجدير بالذكر أن هذه المسابقة قد تم إطلاقها في شهر نوفمبر الماضي، وكانت مفتوحة للطلاب الجامعيين من جميع أنحاء العالم ومن مختلف الأديان. وقدم المشاركون، الذين ينحدرون من مجموعة متنوعة من الثقافات والخلفيات، دراسات بحثية أكاديمية عن حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بعلاقاته وتفاعله مع شعوب وأمم ذات ديانات وعقائد مختلفة.

هذا وقد تم تأسيس مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، الذي نظم هذه المسابقة، كمركز للتميز في الدراسات الإسلامية وحضارتها. وبصفته جزءًا من كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، يستضيف المركز فعاليات وأشطة علمية وبحثية مختلفة حول الحضارة الإنسانية وإسهامات المسلمين فيها.