الشراكة تُعزز الاستفادة من إمكانات المعهد في الذكاء الاصطناعي والحوسبة لترسيخ السلام
يحتفل معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، بمرور ست سنوات من التعاون في مجال التقنيات الرائدة التي تُعزز جهود السلام مع خلية الابتكار في قسم السياسات والوساطة التابع لإدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام.
ويستضيف معهد قطر لبحوث الحوسبة مختبر الابتكار في التحليل الإلكتروني في قطر سنويًا منذ عام 2019، وهو ملتقى فريدٌ من نوعه، حيث يضم أكثر من 200 محلل ومستشار سياسي في الأمم المتحدة من جميع أنحاء العالم.
ويأتي مختبر الابتكار في طليعة المساعي الرامية إلى استكشاف تطبيقات التقنيات الناشئة في مجالات منع نشوب النزاعات، ومفاوضات السلام، وعمليات بناء السلام، ويتعمق المختبر في مجموعة واسعة من المنهجيات المبتكرة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والتنقيب في البيانات الضخمة، والواقع الافتراضي، وغيرها من التقنيات المتطورة.
وفي تعليقه على الشراكة طويلة الأمد بين جامعة حمد بن خليفة والأمم المتحدة، قال الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة: "إن تعاوننا مع الأمم المتحدة على مدار العقد الماضي يشهد على العلاقة القوية التي تجمعنا، وقد كان هذا التحالف محوريًا في ترجمة أبحاثنا المتقدمة إلى تطبيقات عملية وملموسة على أرض الواقع، وتمتد شراكتنا لتشمل كافة جوانب جهود الأمم المتحدة، بما في ذلك القطاعات السياسية والإنسانية والتنموية، مما يضمن تسخير خبراتنا في مجاليْ الذكاء الاصطناعي والحوسبة المجتمعية إلى أقصى إمكاناتها".
وممثلًا لخلية الابتكار التابعة لإدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، شارك الدكتور مارتن ويليش رؤاه حول النسخة الأخيرة من مختبر الابتكار التي نظمها معهد قطر لبحوث الحوسبة بحضور أكثر من 30 مشاركًا من الأمم المتحدة، مؤكدًا أن ورشة العمل عرّفت المشاركين بالإمكانات الواسعة لتحليل البيانات ومبادئ التفكير التصميمي.
وقال الدكتور مارتن ويليش: "هذا التعاون يُعزز عملنا في مبادرات الأمم المتحدة للسلام، ويقدم رؤى ومناهج جديدة لمواجهة التحديات العالمية، مشيرًا إلى تناغم هذه الجهود مع برنامج الأمين العام للأمم المتحدة (2.0)، والذي يهدف إلى تعزيز القدرات في مجالات الابتكار والبيانات والتحول الرقمي وعلم السلوك والرؤية الاستراتيجية، وقد تُوجت هذه المبادرة بإطلاق أدوات رقمية ملموسة قابلة للاستخدام والتطبيق، مثل موقع (DiplomaticPulse.org)، وهو أداة تحليلية ومخزن إلكتروني للبيانات الصحفية الدبلوماسية، ويستقطب شهريًا آلاف المستخدمين المهتمين بأحدث الاتجاهات والتطورات العالمية.
وقال الدكتور محمد عمران، عالم أول ورئيس فريق حوسبة الأزمات في معهد قطر لبحوث الحوسبة: "تعكس مجموعة حلول حوسبة الأزمات التي نقدمها، والتي تتراوح بين تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي المتطورة وتطبيقات التحليلات التنبؤية لتقييم آثار الكوارث، التزامَنا بمساعدة الأمم المتحدة في الاستجابة الفعَّالة للأزمات، وإنه لمن دواعي فخرنا أن نجمع بين خبرات كبار العلماء في معهد قطر لبحوث الحوسبة مع خبرات زملائنا في الأمم المتحدة للتصدي لبعض أصعب التحديات التي تواجه العالم".
ويعتزم كلٌ من معهد قطر لبحوث الحوسبة وخلية الابتكار التابعة للأمم المتحدة تكثيفَ جهودهما المشتركة في المستقبل القريب، وذلك من خلال إطلاق مجموعة من الأدوات الرقمية المبتكرة التي تبشر بمزيدٍ من الإنجازات الواعدة والمشاريع الرائدة المنبثقة عن هذه الشراكة المثمرة.
جدير بالذكر أن معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، يُجري بحوثًا متعددة التخصصات ذات معايير عالمية تتخذ من احتياجات قطر والمنطقة العربية الأوسع والعالم بأسره دافعًا أساسيًا، كما يضطلع المعهد ببحوثٍ هي الأولى من نوعها في مجالاتٍ مثل تقنيات اللغة العربية، والحوسبة الاجتماعية، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني.