السعادة كأحد أسباب تمكين الذات، سبع طرق لفكر يجلب السعادة
بمناسبة اليوم العالمي للسعادة، شاركتنا ماليكا جيسوال، مسؤول دعم الأعمال، وبول جريمشو، عضو هيئة التدريس ورئيس قسم بكلية العلوم الصحية والحيوية في جامعة حمد بن خليفة، نصائحهما حول كيفية تبني أساليب فكرية من شأنها أن تجلب السعادة.
تعتبر مقولة "مفتاح السعادة بين يديك" من أصدق العبارات على الإطلاق. فالسعادة هي نتاج للطريقة التي نفكر بها، ويمكن أن تتأثر بسهولة بعوامل عديدة. فنحن جميعًا نود أن نكون سعداء طوال حياتنا، في حين أنه حتى المشكلات البسيطة مثل الذهاب إلى العمل قد تغيّر مزاج المرء، أي أن العوامل الخارجية، أو إعادة انخراط العقل في مشكلات العمل أو الأسرة المجهدة والمزعجة غالبًا ما تلعب دورًا. ومع ذلك، كثيرًا ما يتحكم الأفراد في السماح لهذه المؤثرات بأن تجلب لهم شكلاً من أشكال البؤس أو الإزعاج.
يمثل العقل السليم عنصرًا أساسيًا في تحقيق السلامة العاطفية والنفسية والرفاه الاجتماعي للفرد، والتمتع بصحة عقلية جيدة أمر مهم لتحقيق السعادة للإنسان، لأن العقل السليم يحدد الطريقة التي نفكر ونشعر ونتصرف بها، وبدرجة كبيرة يحدد كيف نتعامل مع التوتر والقلق والتفاعلات الشخصية وقرارات العمل بصفة يومية. ولا شك أن هذا الإدراك لابد وأن يؤثر على أسلوبك في التعامل مع كل شيء آخر في حياتك الشخصية.
قوة الإيمان بالذات وثبات الشخصية: آمن بكل جوارحك أن باستطاعتك فعل أي شيء، وأنك قادر على التحكم في أفعالك، واكشف عن نواياك. ذكّر نفسك يوميًا ومع مرور الوقت، لأن هذه التذكرة تنقي أفكارك وتعيد تشكيل ديناميكية عقلك، بحيث تبدأ فعلاً في التفكير في أنه لا يوجد شيء مستحيل.
تمتع بذهنية التطوّر: توقع أن تكون الحياة دائمة التطوّر، ورحب بالتغيير واعتبر التغييرات تحديات تدفعك نحو مزيد من التعلّم والتطوّر. وحتى إذا لم تعجبك النتيجة، أو لم تِسر الأمور كما خططت لها، فإنك لا تزال تكتسب المزيد من المهارات وتسير على طريق التعلّم.
اصقل مهاراتك الإبداعية والبدنية: مارِّس إحدى الهوايات واجتهد في تحسين لياقتك البدنية، لتنمي لديك الشعور بالإنجاز والثقة. هناك العديد من الأشياء التي يمكنك تعلمها، على سبيل المثال، لغة جديدة، أو الرسم، أو الدفاع عن النفس، أو ركوب الخيل، أو حتى قراءة كتاب ما. واعلم أن الرحلة في حد ذاتها تنطوي على الكثير من المكاسب، وأتح لنفسك الفرصة لتكون شغوفًا باكتشاف ذاتك.
تخلص من مظاهر الفوضى: رتب مكان عملك وأفكارك، لأنها تمنحك الشعور بالإنجاز، وتمهد لك الطريق واضحًا للمضي قدمًا. ففضاء العمل النظيف والمرتب هو البداية نحو عقل صافٍ يجيد التفكير السليم.
حافظ على علاقة متوازنة وصحية بين العمل والحياة الخاصة: لا تمض أيام الأسبوع منتظرًا ليوم الجمعة، فقط خذ بعض الوقت، توقف واسترح، وركز على صحتك النفسية. هنا تساعدك اليوجا ولحظات التأمل بشكل حقيقي، ولكن إذا كنت مفعمًا بالنشاط بشكل مفرط، فحاول الاستماع إلى الموسيقى أو الذهاب في رحلة طويلة، حيث يمكن أن يكون ذلك هو الانفصال الذي نحتاج إليه بشدة عن حياتنا الحافلة بالتفاصيل والمشاغل. احصل على قسط كافٍ من النوم، فقلة النوم تُعد أحد أهم أسباب التوتر ومشكلات الصحة النفسية.
تعرَّف على مَنْ يعملون معك: خذ الوقت الكافي لتبادل أطراف الحديث مع زملائك، واتخذ مواقف داعمة من شأنها أن تحفز الآخرين وتؤثر عليهم بشكل إيجابي. ساهم في تعزيز أجواء تطويرية وتعليمية لتحفيز مشاركة الموظفين، وتشجيع الفكر الابتكاري. بهذه الطريقة، سيشعر الموظفون بالتزام قوي تجاه مؤسستهم، وسيعملون بشغف وتفانٍ وحماسة. اقضِ وقتًا مع عائلتك وأصدقائك والأشخاص المقربين إلى قلبك.
مارس الأنشطة البدنية: في الأخير، لا يحب الكثيرون منا فكرة ممارسة التمارين الرياضية بصفة منتظمة، لا سيما بالنظر إلى مدى انشغالهم خلال أيام العمل. ولكن، يمكن للتمارين الرياضية المنتظمة أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويمكن أن تساعد في السيطرة على وزن الجسم، وخفض معدل الكوليسترول، وبناء عضلات وعظام ومفاصل أقوى وأكثر ثباتًا. وحتى إذا لم يكن لديك وقت لممارسة الرياضة بانتظام، فابدأ فقط بممارسة المشي لمدة 15 دقيقة كل يوم.
أن تكون سعيدًا لا يعني خلو حياتك من جميع الجوانب السلبية وكل أشكال التوتر، بل يعني ببساطة أنك تساعد نفسك على التعافي من أي تجارب سلبية. فلا تدع السعي وراء السعادة يتحول إلى عمل واجب عليك القيام به كل يوم، لأن هذا الأمر لن يجعلك سعيدًا في النهاية ما لم تتمكن من تحقيق النجاح. وبدلاً من ذلك، غيّر من طريقة تفكيرك مع مرور الوقت، فسيؤدي ذلك إلى شعورك بالرفاه والرضا بشكل عام. وإذا لم يحالفك النجاح بعد كل هذه المحاولات في تحقيق حالة جيدة من الصحة النفسية والسعادة، أو كنت تعاني من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية، فيرجى التواصل مع ذوي القربى والأحبة أو طلب المساعدة من المتخصصين.